Posts

بقلم: جاك المؤمن بالقدر عن الاسلوب والمحتوى (ملاحظات متفرقة غير ذات قيمة على الأرجح   لأنها تتعلق باحتواء الأسلوب للمحتوى (وربما العكس) بما ينفي جدوى أن يحوي العنوان الكلمتين بشكل منفصل) : الكلمة اليونانية (اونوماتوبيا) مخيفة الرنين والتي توحي باسم متلازمة طبية قاتلة او جنس حشري سام ونادر هي في الحقيقة وصف للكلمات التي يدل صوتها على معناها .. مثل كثير من اصوات الحيوانات في الانجليزية : quack .. burr .. roar .. أو الكلمات الدالة على حركة واعتلاج : rush .. crash .. bang وفي العربية نجدها في كلمات مثل : همس .. وسوسة .. قعقعة .. ضجيج . بل في العربية نجد منحى اعمق متغلغل في الصرف نفسه (بنية الكلمة الداخلية/نحو الكلمة الواحدة) : كاستخدام وزن (فعلان) على ما دل على حركة واضطراب كغليان وهيجان . أما الكلمة الاوتولوجية او الهومولوجية او (الاوتونيم) فهي الكلمة الدالة على معناها .. كلمة (اسم) هي نفسها اسم .. كلمة (عربية) هي نفسها كلمة عربية .. ولماذا نرمح بعيدا او نلهث وراء الامثلة .. كلمة (كلمة) هي نفسها كلمة ! الجمل ايضا يمكن ان تكون اوتولوجية بهذا الوصف .. كأن أقول :...
بقلم: جاك المؤمن بالقدر عن الوحدة - لم استطع طوال حياتي أن أتجاوز فكرة أن (البشرية) مبالغٌ في تقديرها . = لا أفهم .. تعني أن الجنس البشري مبالغ في تقدير نفسه؟ - ووجوده .. نعم .. لا أفهم هذا الاحتفاء - المتفق عليه اجماعا - بأنفسنا .. تأمل الفكرة لو سمحت .. إنها فكرة فاشية . = فاشية ضد من؟ نحن الجنس الوحيد في الكون الذي يفهم معنى كلمة (فاشية) من الأساس .. لا يمكن أن تُتهم بالتحيز لفكرة لا يوجد نقيض لها أصلا . - وهل توجد فكرة ليس لها نقيض أصلا؟ أنت سمعت ب(هيجل) بالتأكيد . = لا أدري .. كنت أحاول أن أضرب مثالا .. وربما لم يكن موفقا .. لكنك فهمتني بالتأكيد . - نعم فهمتك .. وأفهم أنك لا تبرر استبدادنا على الأجناس الأخرى أو حِسّنا بالاستحقاق لموارد الكوكب أو أي شيء من هذا القبيل . = نعم . - لكن الفاشية ليست بالضرورة ضد (آخر) .. يبدو لي أن جوهر الفاشية هو توجه (للداخل) .. نزعة للانغلاق .. بعبارة أخرى تمسك طفولي بالأنا . = رغبة في تبرير النفس للنفس؟ - نعم .. ورغبة في تجاوز الرغبة في تبرير النفس .. أو التحايل على هذه الرغبة . = وهي رغبة في حد ذاتها غير مبررة؟ - ...
Image
بقلم : جاك المؤمن بالقدر شاعر بريطاني مغمور من القرن التاسع عشر كتب أن "كل رجل جزيرة معزولة"، فتجنشتاين حاجج بإلحاح أنه حتى لو تكلم أسد بلغة البشر فلن يفهموه من بين كل حاجاتنا الغريزية الأولية تلوح الحوجة للفهم كأكثرها شاعرية وأقصاها استحالة، الحوجة لأن تُفهَم قبل أن تَفهم من بعيد قد يبدو المسعى البشري المشترك كمحاولة جبارة تنتظم كل التاريخ لأجل فهم العالم، وببعض التمعن يمكن أن نرى أن كل هذا الهوس بمحاولة فهم العالم هو في الواقع استماتة لأن يفهمنا العالم، نحاول أن نفك شفرة اللغة المستعصية التي يتكلم بها كي نفهمه ومن ثم كي نخاطبه لأجل أن يفهمنا فهم الآخرين لنا يبررنا، يجعلنا نعتقد (أو نتوهم) أننا على تماس مع شيء حقيقي وملموس .. ولنطلق عليه تجاوزا - على سبيل (التفاهم) - المعنى المعنى هو أعز أوهامنا على قلوبنا، وأكثر ما نستميت للدفاع عنه رغم معرفتنا المستبطنة التامة والأليمة بأنه قد مات .. ونحن من قتلناه وهو المصير القاتم الذي حذر منه طاغور في قصيدة نائية وشبه منسية عن حبنا الطاغي لوردة والذي يدفعنا دفعا لقطفها .. لقتلها ينبهنا كافكا لأن موضوعة الكيخوته الح...
ملاحظات حول الخلاف المتعلق بقضية الدعم السلعي بعد إعلان حميدتي رئيسا على اللجنة الاقتصادية التي استقال منها سابقا، إثر تفجر الخلاف بين مكونات قحت حول قضية رفع الدعم عن السلع و المحروقات، ومع حزمة الاجراءات التي اعلن عنها وزير المالية البدوي، انجلت المعركة الطويلة و الخصومة الفاجرة و المستفحلة لصالح الدعامة ( انصار رفع الدعم). ولنا بعض الملاحظات المختلفة حول سبل إدارة الخلاف حول هذه القضية، ففي ظل التواطئ/التقاعس الجماعي لمكونات قحت عن تنفيذ أهم التزامات الاتفاق الدستوري و المتمثلة في إكمال تعيين ولاة الولايات والانتهاء من محاصصة المجلس التشريعي بصورة تستوعب جميع مكونات الثورة الشعبية ( وليس فقط على احزاب قحت كما حص في كثير من وظائف الخدمةالوطنية)، في ظل هذا التعطيل الكامل لجميع المواعين و القنوات والمنافذ المؤسسية لي إشراك جماهير الثورة في إدارة دولاب حكومة الثورة، أصبح حسم هذا الملف محصورا على الحكومة وحاضنتها السياسية التي عزلت جماهيرها عن المشاركة المشروعة في اتخاذ هذا القرار الحساس وغيره من ملفات هذه المرحلة الحرجة. ورغم إمكانية سوق مبررات معقولة إلى حد ما، ولكنها لي...
الوحدة في شخصيات موراكامي (حينما لا نخشى الظلمة) ربما كانت ثيمة الوحدة بتنويعاتها المتعددة من أكثر المناطق التي استهوت خيال الروائيين في عصرنا الحديث، مع قليل من التعميم المخل، يمكننا أن القول أنه قلما توجد رواية تخلو صفحاتها من شخصيات تصارع الوحدة وتكابد وحشتها وهي تشق طريقها نحو الخلاص و السلام الداخلي في فترة من ما- بغض النظر عن طول هذه المدة – على امتداد خط سير الأحداث. هذه المقالة هي سباحة في عوالم الوحدة التي نقرأها في شخوص الروائي الياباني هاروكي موراكامي. وثيمة الوحدة في الحبكة الروائية هي محاكاة فنية لمعضلة اجتماعية قديمة و متجددة خبرها الانسان منذ وعى لوجوده كذات منفصلة ومدركة لما حولها، ثمة عدة مداخل نفسية وفلسفية يمكن التوسل بها لفهم طبيعة التفاعلات الاجتماعية التي يختبرها الفرد في وحدته متأثرا بها ومؤثرا، لكننا لن نلجأ إلى هذه الادوات الاكاديمية والنقدية - رغم أهميتها -   لندرس بها هذه الموضوعة، بل سنقف ونتجول لنرمي بعدة نظرات نلقي الضوء من خلالها على طبيعة هذه الوحدة لدى موراكامي من خلال شخوصه التي تمر بهذه التجربة بصورة فريدة في نظرنا، نحاول أن نفهمها ونستن...